السبت، 1 يناير 2011

مقتل 21 مسيحياً في الاسكندرية بعد قداس اقيم بمناسبة العام الجديد


الأمن يرجح نظرية الانتحاري الراجل إدانة عربية وإسلامية للاعتداء البابا يطلب حماية عالمية للمسيحيين

إطلالة عام دامية

 
جثث ضحايا للتفجير مسجاة داخل الكنيسة (أ.ب)
الاسكندرية، القاهرة، جدة، دمشق، الكويت - مكاتب الرياض، الوكالات

أطل العام الجديد بوجه دام في مصر بعد أن قتل ما لا يقل عن 21 مسيحيا وأصيب العشرات بجروح في انفجار سيارة مفخخة أمام كنيسة في مدينة الإسكندرية بعد قداس أقيم لمناسبة العام الجديد.

وقال الرئيس المصري حسني مبارك أمس السبت إن الانفجار الذي وقع في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية استهدف المصريين جميعا أقباطا ومسلمين.
وقال في كلمة أذاعها التلفزيون المصري وبثتها وكالة أنباء الشرق الأوسط إنه لن يسمح بالاستخفاف بأمن البلاد وتوعد المخططين والمتورطين في الهجوم.

واكد الرئيس المصري ان اعتداء الاسكندرية ليل الجمعة السبت هو "عملية ارهابية تحمل في طياتها تورط اصابع خارجية"، متعهدا بمكافحة الارهاب.

وقال "دماء أبنائنا لن تضيع وسنقطع يد الإرهاب والمتربصين بأمن مصر."

ودعا مبارك المسيحيين والمسلمين في مصر إلى الوقوف "صفا واحدا" في مواجهة "قوى الارهاب" .

ووقع الانفجار الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه بعد حوالي نصف ساعة من منتصف ليل الجمعة السبت بينما كان مصلون يغادرون كنيسة القديسين في حي سيدي بشر في المدينة.

وقال الناطق باسم وزارة الصحة المصرية عبدالرحمن شاهين في تصريحات نقلتها وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الاعتداء اسفر عن سقوط 21 قتيلا و43 جريحا.

واوضحت وزارة الداخلية ان السيارة التي انفجرت كانت متوقفة امام الكنيسة وتم فتح تحقيق من جانب النيابة العامة.

وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط ان الرئيس مبارك "تابع العمل الارهابي الآثم منذ وقوعه وعلى مدار ساعات الليل حتى فجر اليوم".
وامر الرئيس المصري بتسريع التحقيق لكشف من يقف وراء الهجوم.

ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الاعتداء، لكنه يأتي بعد شهرين من تهديدات اطلقتها مجموعة موالية لتنظيم القاعدة في العراق ضد الاقباط. وكان تنظيم "دولة العراق الاسلامية" تبنى هجوما على كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد في 31 تشرين الاول - اكتوبر الماضي الذي اسفر عن مقتل 46 مصليا مسيحيا بينهم كاهنان وسبعة من عناصر الامن.

واعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان انه "يرجح" ان يكون "شخص انتحاري" نفذ الاعتداء .

وفي بيان تسلمت فرانس برس نسخة منه افاد مصدر امني في الوزارة "باستكمال عمليات الفحص لواقعة الانفجار الذي وقع امام كنيسة القديسين ماري جرجس والانبا بطرس بمحافظة الاسكندرية، تأكد عدم وجود نقطة ارتكاز للتفجير باحدى السيارات او بالطريق العام".
واضاف ان ذلك "يرجح ان العبوة التي انفجرت كانت محمولة من شخص انتحاري لقي مصرعه ضمن الآخرين".

واوضح المصدر ان "فحص المعمل الجنائي اكد ان العبوة الانفجارية (...) محلية الصنع تحتوي" على قطع معدنية "لإحداث اكبر عدد من الاصابات".

واضاف ان "ملابسات الحادث في ظل الاساليب السائدة حاليا للانشطة الارهابية على مستوى العالم والمنطقة، تشير بوضوح الى ان عناصر خارجية قد قامت بالتخطيط ومتابعة التنفيذ".



مسيحية تنتحب في مكان التفجير (الأوروبية)


واكد شاهد عيان لمحطة اون تي في التلفزيونية انه راى سيارة خضراء من نوع سكودا تصل الى امام الكنيسة قرابة الساعة 00,20.
واضاف ان عدداً من الرجال نزلوا منها فور توقفها ثم ما لبثت ان انفجرت.



وتحدث شهود اخرون عن دوي انفجار قوي قرابة الساعة 00,30 قبالة كنيسة القديسين، مشيرين الى وجود سيارة متفحمة امامها وسيارات اخرى متضررة.

وصباح السبت تظاهر عشرات المسيحيين الغاضبين امام الكنيسة، حسبما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس.
وردد المتظاهرون "أين الحكومة؟" .وامام الكنيسة القيت حقيبة سوداء ممزقة لاحدى الضحايا وتناثرت ملابس بعد ساعات على الاعتداء.

وقالت نرمين نبيل التي جرحت في الهجوم، على سريرها في المستشفى لوكالة فرانس برس "لو انهى الاسقف القداس قبل دقيقتين لكان حمام الدم أسوأ".

(ادانة عربية واسلامية)

أدانت سوريا امس التفجير ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا " السبت عن مصدر رسمي قوله إن "سوريا إذ ترى أن مثل هذه الجرائم الإرهابية إنما تستهدف الوحدة الوطنية والتعددية الدينية في مصر أو في غيرها من بلداننا العربية تقف إلى جانب الشقيقة مصر في تصديها للإرهاب ومحاربتها لكل ما من شأنه الإضرار بالوحدة الوطنية المصرية".

وأعرب المصدر عن" تعازي سوريا لمصر ولذوي الضحايا الأبرياء والتمنيات للجرحى بالشفاء العاجل".

كما ارسل امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح برقية تعزية للرئيس المصري محمد حسني مبارك عبر فيها عن "خالص تعازيه وصادق مواساته" في ضحايا الانفجار . وذكرت وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان امير الكويت اكد" استنكار بلاده الشديد لهذا العمل الارهابي الذي اودى بحياة الابرياء واستهدف زعزعة الامن والاستقرار في البلد الشقيق".

وأدان ملك الأردن عبدالله الثاني السبت بشدة تفجير الكنيسة.




ضابط شرطة يقف قرب حطام السيارة المفخخة خارج الكنيسة (الأوروبية)


وجاء في بيان للديوان الملكي الأردني ان الملك أكد في برقية بعث بها إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك "وقوف الأردن إلى جانب مصر في التصدي للإرهاب بكافة صوره وأشكاله، ومن يقف وراءه"، معربا "للرئيس مبارك ولأسر الضحايا عن أصدق مشاعر التعزية والمواساة بهذا المصاب الأليم". كما أدان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي، العمل الإجرامي والإرهابي وأعرب الأمين العام للمنظمة في بيان صحفي صدر امس عن تعازيه الحارة لجمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبا ولأهالي الضحايا، من جانبها أدانت حركة "حماس" السبت، التفجير الذي وقع أمام كنيسة في مدينة الإسكندرية وقالت إن منفذيه لا يريدون الخير لمصر.

وقالت "حماس" في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال نسخة منه، "لقد تلقينا ببالغ الحزن والأسف نبأ التفجير الذي حدث في كنيسة الإسكندرية والذي راح ضحيته أكثر من عشرين مواطناً مصرياً من المسلمين والمسيحيين".

وتوجهت بالتعازي إلى مصر وإلى أهالي الضحايا، "سائلين المولى أن يتم كشف الحقائق سريعاً وأن يقدّم المسؤولون عن هذا التفجير إلى المحاكمة العادلة".

(بنديكتوس يطلب الدفاع عن المسيحيين)

طلب البابا بنديكتوس السادس عشر السبت من قادة العالم الدفاع عن المسيحيين من الانتهاكات وعدم التسامح الديني، وذلك في أعقاب الاعتداء على الكنيسة.

وقال البابا اثناء قداس راس السنة في كاتدرائية القديس بطرس انه امام "التوترات التي تحمل تهديدا في الوقت الراهن وامام اعمال التمييز خصوصا ولا سيما عدم التسامح الديني، اوجه مرة اخرى دعوة ملحة الى عدم الاستسلام للاحباط والانصياع".




رجال أمن بملابس مدنية لحظة اعتقالهم احد المشاركين في المظاهرات (أ.ف.ب)

مذبحة رأس السنة: 21 قتيلًا في كنيسة بالاسكندرية واتهام «أصابع خارجية»

مبارك: الاعتداء يستهدف الجميع مسلمين وأقباطاً ودماء أبنائنا لن تضيع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق